Wednesday, October 29, 2008

58 TURUQ HAFS AN 'ASIM (2)

توضيح المصطلحات الواردة في الطرق

1) في بيان معنى التكبير

سبب وروده :

ذهب جمهور العلماء إلى أن الوحى تأخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال المشركون زورا وكذبا " إن محمدا قد ودعه ربه وقلاه " فنـزل تكذيبا لهم قوله تعالى :

والضحى * والليل إذا سجى * ما ودعك ربك وما قلى [1]* ...إلى آخر السورة.

فلما فرغ جبريل من قراءة السورة قال النبى صلى الله عليه وسلم : " الله أكبر " وذلك شكرا لله تعالى إلى ما أولاه من نزول الوحى عليه بعد انقطاعه، والرد إفك الكافرين ومزاعمهم. ثم أمر صلى الله عليه وسلم أن يكبر إذا بلغ (والضحى) مع خاتمة كل سورة حتى يخـتم ، تعظيما لله تعالى، وابتهاجا بختم القرآن الكريم.

حكمه :

وقد أجمع الذين ذهبوا إلى إثبات التكبير على أنه ليس من القرآن الكريم، وإنما هو ذكر ندب إليه الشارع عند ختم بعض سور القرآن الكريم، كما ندب الإستعاذة عند البدء بالقراءة، ولذا لم يكتب في مصحف من المصاحف الثمانية. وحكمه أنه سنة ثابتة مأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال أبو الفاتح فارس بن أحمد:

"إن التكبير سنة مأثورة عن رسول الله عليه وسلم وعن الصحابة والتابعين".

واعلم أن التكبير صح عن أهل مكة، قرائهم وعلمائهم وأئمتهم، ومن روى عنهم صحة استفاضت وذاعت وانتشرت حتى بلغت حد التواتر.[2] ولقد قال الإمام الشاطبي : ... وفيه عن المكين تكبيرهم مع الخواتم قرب الختم يروى مسلسلا.[3] وقال ابن الجزري : وسنة التكبير عند الختم صحت عن المكين أهل العلم[4] ....

وصح أيضا عند غيرهم، إلا أن اشتهاره عنهم أكثر، لمداومتهم على العمل عليه.

كما قال ابن الجزري: ..وروي عن كلهم أول كل يستوي[5]..

وقال صاحب غيث النافع : بخلاف غيرهم من أئمة الأمصار.

وقال الجعبري : وليس في إثبات التكبير مخالفة للرسم لأن مثبته لم يلحقه بالقرآن كالاستعاذة.

وبهذا نفهم أن التكبير ليس من طريق الشاطبية من رواية حفص، وإنما هو من طريق ( طيبة النشر )

صيغة التكبير:

وأجمع الذين ذهبوا إلى إثبات التكبير اتفقوا على أن لفظ التكبير " الله أكبر " قبل البسملة. وروى بعض العلماء زيادة التهليل قبل التكبير، فنقول : " لا إله إلا الله، والله أكبر"

كما قال الإمام الشاطبي :..وقل لفظه ألله أكبر وقبله لأحمد زاد ابن الحباب فهللا[6]. وقال بعض العلماء زيادة التهليل قبل التكبير وبعدها التحميد، فنقول : " لا إله إلا الله، والله أكبر ولله الحمد " وقال ابن الجزري :..وقيل إن ترد هلل وبعض بعد لله حمد والكل للبزي رووا وقنبلا من دون حمد[7] ...

ولقد قال الدكتور محمد سالم محيسن : إذا جمع بين التهليل، والتكبير، والتحميد، وجب الترتيب بينها :

فيبدأ بالتهليل، ويثنى بالتكبير، ويثلث بالتحميد، قيقول : لا إله إلا الله، والله أكبر ولله الحمد . كما يجب وصل بعضها ببعض، وتكون بمثابة جملة واحدة فلا يصح الوقف على ( التهليل ) ولا على (التكبير) وأيضا يجب تقديم ذلك كله على البسملة، وقد ثبت ذلك رواية، وصح أداء[8].

حكمه في الصلاة :

فقد روي عن الحافظ الجليل ابن الحزري بسنده المتصل إلى الإمام عبد الحميد بن جريج، عن مجاهد، أنه كان يكبر من (الضحى) إلى الحمد. وروى السخاوي عن أبي محمد الحسين بن محمد عبد الله القرشي أنه صلى بالناس التراويح خلف المقام بالمسجد الحرام، فلما كانت ليلة الختم كبر من خاتمة (الضحى) إلى آخر القرءان في الصلاة، فلما سلم إذا بالإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه قد صلى وراءه قال : فلما أبصرني قال لي : أحسنت، أصبت السنة.


[1] سورة الضحى ، الآيات 1-3

[2] البنا ، العلامة الشيخ أحمد بن محمد ، إتحاف فضلاء البشر ، تحقيق : الدكتور شعبان محمد إسماعيل ، ( بيروت ، عالم الكتب ، ط 1 ، 1987م ) ص 641.

2 الشاطبي، القاسم بن فيره بن خلف، حرزالأماني ووجه التهاني ، تحقيق : مجمد تميم الزعبي ( المدينة المنورة، مكتبة دار الهدى، ط 3، 1996م )باب التكبير، ص 90[3]

[4] ابن الجزري، محمد نب محمد بن محمد بن علي بن يوسف، طيبة النشر، تحقيق : مجمد تميم الزعبي (المدينة المنورة، مكتبة دار الهدى ، ط 1، 1994م ) باب التكبير ص 102[4]

[5] نفس المصدر السابق ( باب التكبير ) ص 102

[6] نفس المصدر السابق

[7] نفس المصدر السابق

[8] الدكتور محمد محمد محمد سالم محيسن ، الهادي شرح طيبة النشر في القراءات العشر والكشف عن علل القراءات وتوجيههما ( بيروت ، دار الجيل ، ط 1 ، 1997م ، ج 3 ) ص 374 .

No comments: