Thursday, October 16, 2008

PENGENALAN IMAM ASY-SYATHIBI DAN IBN AL-JAZARIEY

ترجمة الإمام الشاطبي

هو الإمام التقي ولي الله القاسم بن فيره بكسر الفاء بعدها ياء مثناة تحتية ساكنة ثم راء مشددة مضمومة بعدها هاء ومعناه بلغة أعاجم الأندلوس : ( الحديد ) ابن خلف بن أحمد أبو القاسم وأبو محمد الشاطبي الرعيني الأندلسي الضرير.

ولد في أواخر سنة سبع وثلاثين وخمسمائة هجرية بشاطبة قرية من قرى الأندلس، وقرأبها القراءات وأتقانها على الإمام أبي عبد الله محمد بن أبي العاص النفزى، ثم رحل إلى بلنسية بالقرب من شاطبة فعرض بها التيسر من حفظه والقراءات على الإمام بن هذيل وسمع منه الحديث.

ولما دخل مصر أكرمه القاضي الفاضل، وعرف مقدره، وأنزله بمدرسته التي بناها بدرب الملوخيا داخل القاهرة، وجعله شيخا وعظمه تعظيما كثيرا، فجلس بها للإقراء وقصده الطلاب والمريدون من جميع الأقطار، وبها أتم نظم متن الشاطبية المسمى " حرز الأماني ووجه التهاني " ونظم أيضا قصيدة الرائية المسماة " عقيلة أترب القصائد في أسنى المقاصد" في علم الرسم وقصيدة أخرى تسمى " ناظمة الزهر " في علم الفواصل.

وكان – رحمه الله تعالى – آية في الذكاء والحفظ، غاية في فنون القراءات حافظا للحديث وبصيرا بالعربية، إماما في اللغة، رأسا في الأدب مع الزهد ، والولاية والعبادة والكشف ، شافعي المذهب.وبلغنا أنه ولد أعمى ، وكان يسمع الأذان من غير المؤذن ، وكان لا يظهر منه لذكائه وفطنته ما يظهر من الأعمى في حركاته ، وكان لا يتكلم إلا بما تدعو الضرورة إليه ، وكان يمنع جلساءه من الخوض إلا في العلم والقرأن ، ولا يجلس للإقراء إلا على طهارة وفي هيئة حسنة وخضوع واستكانة ، وكان يعتل العلة الشديدة ولا يشتكى ولا يتأوه ، وإذا سئل عن حاله قال : العافية لا يزيد على ذلك.

ولقد حكى عنه أصحابه ومن كان يجتمع به عجائب كثيرة فعظموه تعظيما بالغا ، حتى أنشده الإمام الحافظ أبو شامه الدمشقي- رحمه الله تعالى – ومن نظمه في ذلك :

رأيت جماعة فضلاء فازوا × برؤية مصر الشاطبي

وكلهم يعظمه ويثنى × كتعظيم الصحابة للنبي

وذكر بعدهم : أن الشاطبي كان يصلى الصبح بالفاضلية ثم يجلس للإقرأ فكان الناس يتسابقون إليه وكان إذا قعد لا يزيد على قوله : من جاء أولا فليقرأ ثم يأخذ على الأسبق فلأسبق ، فاتفق في بعض الأيام أن بعض أصحابه سبق أولا فلما استوى الشيخ قاعدا قال : من جاء ثانيا فليقرأ ، فشرع الثاني في القراءة وبقى الأول لا يدري حاله ، وأخذ يتفكر ما وقع منه بعد مفارقة الشيخ من ذنب أوجب حرمان الشيخ له ، ففطن أنه أجنب تلك الليلة ونسى ذلك ، فلما انتبه الرجل بادر إلى حمام بجوار المدرسة فاغتسل فيه ثم رجع قبل فزاغ الثاني ، والشيخ قاعد على حاله وكان ضريرا ، فلما فزغ الثاني قال الشيخ : من جاء أولا فليقرأ فقرأ[1].

وقد بارك الله في تصنيفه لا سيما النظم المسمى " حرز الأماني ووجه التهاني " فلقد رزق القبول والشهرة مالا نعلمه لكتاب غيره في هذا الفن حتى صارت جميع بلاد الإسلام لا تخلو منه وشرحه كثير من الأئمة المعتبرة. وقد نقل الإمام القرطبي[2] : أن الإمام الشاطبي – رحمه الله تعالى – لما فرغ من هذا التصنيف طاف به حول الكعبة مرارا عديدة وكلما جاء في أماكن الدعاء قال : اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة رب هذا البيت العظيم انفع بها كل من قرأها ، وروى أيضا أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقام بين يديه وسلم عليه وقدم هذه القصيدة إليه وقال : يا سيدي يا رسول الله انظر هذه القصيدة فتناولها النبي صلى الله عليه وسلم بيده المباركة وقال : هي مباركة من حفظها دخل الجنة ، زاد القرطبي بل من مات وهي في بيته دخل الجنة ا هـ

وتوفى الإمام الشاطبي- رحمه الله تعالى- يوم الأحد بعد صلاة العصر وهو اليوم الثامن والعشرون من جمادى الآخرة سنة تسعين وخمسمائة هجرية ودفن يوم الإثنين بالقرب من سفح جبل المقطم بمصر ، وقبره مشهورة معروف لا زال يقصد للزيارة.

ترجمة الإمام ابن الجزري

هو الإمام العالم أحد علماء القراءات . وأشهر المتأخرين في هذا الفن. الحافظ محمد شمس الدين بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف الجزري الدمشقي ثم الشيرازي. وكنيته أبو الخير. وكان مولده رضي الله عنه ليلة السبت الخامس والعشرون من شهر رمضان سنة إحدى وخمسين وسبعمائة هجرية .

نشأ رحمة الله تعالى في دمشق الشام وفيها اتقن القرآن الكريم حفظا وهو ابن أربع عشرة سنة. ثم اتجهت نفسه الكبيرة إلى علوم القراءات فتلقاها عن جهابذة عصره وأساطين وقته.ولم يكن الإمام ابن الجزري عالما في القراءات فحسب بل كان عالما في شتى العلوم من تفسير وحديث وفقه وأصول وتوحيد وتصوف وبلاغة وغيرها .وبعد أن درس القراءات مدة من الزمان ، عين قاضيا بدمشق عام ثلاث وتسعين وسبعمائة هجرية وابتنى في دمشق مدرسة سماها ( دار القرآن )[3]

كان الشيخ رحمه الله تعالى على مذهب الشافعية ، حيث درس على علماء كبار وأذن له بالإفتاء . وكان إماما في القراءات حتى لقب بحق إمام المقرئين وذلك لعلو شأنه. ورحل الشيخ رضي الله عنه إلى بلاد الإسلام لتعلم القراءات وتعليمها. وقراءتها والإقراء بها. فرحل إلى مصر مرارا وإلى المدينة المنورة والبصرة وسمرقند وخرسان وأصبهان وشيراز. ودخل اليمن فعظمه صاحبها وأكرمه وأخذ عليه جماعة من علماء اليمن[4]

ومن هذه الرحلات نظم بها الدرة المضيئة في القراءات الثلاثة المتممة للقراءات العشر المعروف بالعشرة الصغرى حسبما تضمنه تحبير التيسير من مصنفاته. وجاور في المدينة مدة غير قصيرة ألف فيها كتابه النشر في القراءات العشر المعروف بالعشرة الكبرى . هذا الكتاب الذي يعتبر المعلمة الوحيدة في علوم التجويد والقراءات فقد ضمنه جميع مصنفات السابقين. وذكر فيه ما اشتمل عليه كل كتاب سابق من الأوجه مع تمييز القوي منها من الضعيف ، والغث من السمين، وما يقرأ بها وما لا يقرأ به. كما ذكر فيه جميع طرق القراءات التي تقارب ألف طريق .

وخلاصة القول ، فهو كتاب حقيق بأن يقال فيه إنه لم ينسج على منواله ويضن الزمان أن يأتي بمثله .

وألف في المدينة أيضا ( تقريب النشر في القراءات العشر[5] ) وهو تلخيص لكتاب النشر السالف الذكر. وألف في المدينة غيرهما من الكتب في القراءات وغيرها. توفي رحمه الله تعالى ضحوة يوم الجمعة لخمس خلون من أول الربيعين سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة بمدينة شيراز ودفن بدار القرآن التي أنشأها بها.



[1] الموصلى ، الإمام أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد الحسين ، شرح شعلة على الشاطبية المسمى كنز المعاني – شرح حرز الاماني ، ( القاهرة ، المكتبة الأهرية للتراث ، ط 1 ، 1997 م )

[2] محمد عبد الدايم خميس ، النفحات الإلهيه في شرح متن الشاطبية ، ( القاهرة ، دار المنار، ط 1 ، 1996م ) ص 12.

[3] الأنصاري ، الشيخ زكريا بن محمد ، الدقائق المحكمة في شرح المقدمة الجزرية في علم التجويد ، تحقيق : الدكتور نسيب نشاوي ( دمشق ، دار المكتبي ، ط 2 ، 1998م ) ص 18 .

[4] الزبيدي ، الشيخ عثمان بن عمر بن ابي بكر ، شرح الإمام الزبيدي على متن الدرة ، تحقيق : عبد الرازق علي ابراهيم موسى ( بيروت : المكتبة العصرية ، ط 1 ، 1989 م ) ص 33 .

[5] وقد اختصر هذا التقريب اختصارا محكما شيخ الإسلام والمسلمين أبو يحيى زكريا الأنصاري الشافعي المقري.

No comments: